الثلاثاء 26 نيسان 2011

      
بســم الله الرحمــن الرحيــم


السيد رئيس مجلس النواب المحترم

السي  والسادة اعضاء مجلس النواب المحترمون

الاخوا والاخوة اعضاء ومسؤولي مؤسسات المجتمع المدني الافاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


بات من البديهي اليوم ان مقدار تقدم الامم ورقيها يتركز وبدرجة كبيرة على مقدار احترامها لحقوق الانسان وجعله في المقام الاول من بين ملفات متعددة ومتنوعة ذلك ان الحقوق والحريات في المجتمع هي انعكاس للفهم الديمقراطي الصحيح وللدور الايجابي في بناء منضومة مؤسساتية تجعل الانسان في المكانة التي يستحقها وبالمقابل فبدون ثقافة حقوق الانسان والوعي بها تختفي حرية الفكر الانساني وتتدهور اخلاقيات الناس وينقضي الحوار الايجابي وتضيع فرص التقدم والنمو والازدهار بل تضعف مشاعر المواطنة والانتماء والسلام الاجتماعي.

ان البعد الثقافي لحقوق الانسان في تقديرنا يمثل القاسم المشترك لفهم كامل لانجازات الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتحدياته او التنبؤ بمستقبله.

فثقافة حقوق الانسان هي من اهم القضايا الجوهرية التي تؤثر في الوعي الجماهيري ومقدار ارتباط الايمان بها تكون بدرجة ممارستها في الواقع العملي.

ان اقرار حقوق الانسان والاعتراف بها سواء عن طريق الدساتير او التشريعات الداخلية في الدولة او عن طريق الاتفاقات الدولية او الاقليمية لن يحقق لها الاحترام والفعالية المطلوبة مالم تكن هناك ضمانات حقيقية تعمل على حمايتها من العبث والانتقاص واول هذه الضمانات ان تكون الدولة ذاتها خاضعة للقانون, ذلك لانه لايمكن ان نتوقع احترام حقوق الانسان في ظل اي حكومة او سلطة لاتخضع للقانون ولاتلتزم باحكامه ثم ماقيمة الحقوق والحريات اذا بقيت حبيسة القوانين والاعلانات التي نصت عليها, وما هية قيمتها على الصعيد العملي كي تطبق اذا لم تفعل.

هذه التساؤلات مهمة لاجل انتقال تلك الحقوق والحريات من مرحلة النص النظري الى مرحلة التطبيق العملي وماعدا ذلك فهو حديث لاطائل من ورائه كما عبر عنه الفقيه الفرنسي جورج بيردو (بان الانسان لايكون حرا الا في دولة حرة)

ومفاد ذلك ان حماية حقوق الانسان وحرياته الاساسية او ضمان ممارستها لايتم الا في مجتمع ديمقراطي فيشرع الحقوق والحريات في وثائق قانونية ويُوجد لها الوسائل الكفيلة بحمايتها وضمان حسن تطبيقها.

وبقدر تعلق الامر بالوسائل التي تتبعها المؤسسات غير الحكومية فقد اصبح من المعلوم ان الامم المتحدة على الصعيد الدولي هي المنظمة الدولية الاولى ذات الطابع العالمي والتي يلقى ميثاقها مسؤولية ضمان وحماية حقوق الانسان على اجهزتها الرئيسية لما لها من اختصاصات وسلطات واسعة سواء الجمعية العامة او مجلس الامن او محكمة العدل الدولية.

وفي هذا المجال لابد ان نستذكر ان برنامج العمل الذي اقره مؤتمر الامم المتحدة لحقوق الانسان المنعقد في فينا عام 1993 اكد بوضوح مبدأ ضرورة احترام الخصوصيات الثقافية والدينية للشعوب مع التأكيد في ذات الوقت على ان هذه الخصوصيات لاتخل او بالاحرى لاينبغي ان تخل بمدأ عالمية حقوق الانسان.

وبالاضافة الى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان هناك نوع من المنظمات او الهيئات الخاصة المستقلة عن الحكومات مارست ولا تزال تمارس دوراً هاماً في مجال حقوق الانسان وحرياته الاساسية لا سيما في بلدنا العراق؛ حيث حصرت أهتمامها بصفة رئيسية في العمل على تعزيز و تدعيم أحترام حقوق الانسان على الصعيدين العالمي والوطني من خلال :

1-   الدفاع عن الحقوق والحريات ضد انتهاكات صادرة من أطراف عدة مستخدمة في ذلك اساليب متعددة مثل التأثير على الراي العام ونشر الانتهاكات والتنديد بمواقف معينة ومساعدة الافراد الذين تتعرض حقوقهم للانتهاكات.

ولا يسعنا في مثل هذا الموقف الا ان نتقدم بالشكر والتقدير لجميع المنظمات التي كانت على تواصل مع لجنة حقوق الانسان وساهمت برفدها بالتقارير و وجهات النظر حول ملفات مرتبطة بحقوق الانسان.

2-   العمل على رفد العملية التشريعية سواء بمقترحات قوانين أو وجهات نظر لغرض فتح آفاق متعددة حول الرأي والتعبير أو أعانة فئات محرومة من المجتمع أو ايجاد أساس تشريعي لمعالجة انتهاك واضح لحقوق الانسان العراقي.


3-   التعاون مع المؤسسات المتعددة والمنظمات الدولية على دفع مسيرة حقوق الانسان الى الامام والعمل على أحترام تلك الحقوق ؛ لان أحترام حقوق الانسان ومراعاتها وعدم تعرضها للانتقاص أو الانتهاك هو اهم ضمانة من ضماناتها .

وبطبيعة الحال فأن هنالك عوامل تساعد المنظمات والهيئات غير الحكومية على ممارسة دورها في مجال حماية حقوق الانسان ومنها :

تحرر هذه المنظمات من القيود والعراقيل التي تقف في وجه المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ؛ ذلك ان دور المنظمات الدولية في حماية حقوق الانسان يصطدم أحيانا بقاعدة السيادة الوطنية وعدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول .

كما ان عضوية هذه المنظمات ومصادر تمويلها قاصرة على الاشخاص دون الحكومات الامر الذي يجعلها بعيدة عن التأثير بمواقف الحكومات .

وحتى تستطيع منظمات حقوق الانسان من تطوير عملها بفاعلية أكثر لا بد لها من اتباع خطوات مهمة منها:

أ- ان تقوم بالعمل على تغيير التصور الذي علق بأذهان الكثير عن دورها وذلك بممارسة نشاطها الانساني في مجال حقوق الانسان بعيداً عن المصالح السياسية وبصورة مستقلة .

ب- ان تراعي بشكل واضح ثقافة المجتمع عند تصديها لمسائل تخص حقوق الانسان تتعلق بالدين والاسرة والمرأة والبيئة.

ج- الاهتمام بتعميق مفهوم حقوق الانسان الفردية والتركيز على حماية حريات الفرد من الاضطهاد السياسي ومن تكبيل حريته بواسطة النظم السياسية الحاكمة.


أننا أيها السادة في لجنة حقوق الانسان نعلن أستعدادنا ومن خلال مجلس النواب ورئاسته في عقد شراكة حقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان سواء في تنسيق المواقف و تقاسم الادوار وتحقيق التكامل فيما يحقق مصلحة المواطن العراقي ويحمي حقوقه وحرياته وسنكون مستعدين لتحمل ما يقع علينا من التزامات لتحقيق فهم صحيح وعمل دؤوب لانجاح هذه الشراكة.



 أرسل هذا المقال لصديق  أرسل هذا المقال لصديق    صفحة للطباعة  صفحة للطباعة


 
  

قانون التعديل الاول لقانون صندوق الاقراض الزراعي للفلاحين وصغار المزارعين رقم (28) لسنة 2009

قانون تنظيم إيجار الأراضي الزراعية وتمليك حق التصرف فيها للخريجين الزراعيين والبيطريين

قـانون التعديل الثاني لقانون التعرفة الكمركية رقم 22 لسنة 2010 المعدل

قانون تعديل قانون ضبط الاموال المهربة والممنوع تداولها في الاسواق المحلية رقم (18) لسنة 2008

قانون وزارة الخارجية

مناقصة شراء سيارة بث تلفزيوني مباشر SNG مع حجز ترددات

تجهيز منظومة الترجمة الفورية المتنقلة

تاثيث مباني في مجلس النواب

قسم المكتبة يقيم معرضا للكتاب

يعلن مجلس النواب عن المناقصة رقم (1/2013) والخاصة بمشروع تأهيل المركز الاعلامي