كلمة ا.د. عبد المجيد حمزة نيابة عن كفاءات الداخل خلال مؤتمر الكفاءات و الخبرات العراقية في المهجر

بسم الله الرحمن الرحيم

( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون )

 

صدق الله العظيم

 

دولة رئيس الوزراء المحترم

اصحاب المعالي الوزراء المحترمين

اصحاب الكفاءات العلمية المحترمين

انه لشرف كبير ان اتحدث باسم الكفاءات العلمية في الداخل. وباديء ذي بدء نحن نحتفل بالكفاءات العلمية المهاجرة لابد ان نثمن الدور الجهادي والمرابطة العلمية للكفاءات العلمية العراقية في الداخل، التي تحملت العبء الكبير والمعاناة الشديدة لابقاء جذوة العلم والمعرفة متقدة والسعي الى نشر نور العلم بروح ابداعية صابرة مثابرة يعملون الليل والنهار في توطين التكنولوجيا الحديثة في شتى الميادين، وتجذير التطبيقات التكنولوجية الحديثة والتكيف والتطوير وصولا الى ما هو افضل واكثر كفاءة ثم التاصيل دون الذوبان في الاخر او الانكفاء على الذات.

رؤوسهم مرفوعة وتفاؤلهم لاحدود له وثقتهم عالية بان هذه الامة بابناءها البررة مازالت قادرة على ان تفعل وتبدع كما فعلت من قبل وابدعت فقد خلقت هكذا ( كنتم خير امة اخرجت للناس ).

فاستحداث الاقسام العلمية والكليات والجامعات على اسس علمية رصينة والدراسات العليا في تقدم متزايد وبوتائر متصاعدة بعد التحسن الملحوظ في الاوضاع الامنية .

وتضم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الان (24) جامعة حكومية (5) منها في بغداد، و(5) منها في اقليم كوردستان.

كذلك تضم الوزارة ثلاث هيئات للتعليم التقني واحدة في بغداد واثنين في اقليم كوردستان وهيئة للاختصاصات الطبية، وهيئة للحاسبات و (18) جامعة وكلية اهلية.

تهتم الجامعات العراقية بالدراستين الاولية والعليا على وفق نظام (4-2-3). اما المعاهد التقنية فتمنح شهادة الدبلوم بعد سنتين دراسيتين، والكليات التقنية تمنح شهادة البكالوريوس بعد (4) سنوات دراسية.

عدد الطلاب الكلي في التعليم العالي للعام الدراسي 2007/2008 بلغ (374889) طالبا للدراسات الاولية و ( 14578) طالبا للدراسات العليا وعدد التدريسيين (30203).

وعيون الكفاءات العلمية في الداخل ترنو الى اخوتهم اصحاب الكفاءات العلمية في الخارج، وهم الثروة الوطنية الهائلة والخزين العلمي الوطني الاستراتيجي، لادامة التواصل والاستفادة منه، وافادته بما يضمن الانتماء والعطاء الوطني له وللاجيال القادمة.

اطمئنكم ياعلماء الامة ان الخيرين  في العراق كثر، علماء فعالون مؤثرون اتصفوا بالاخلاص والثبات والشجاعة العلمية والكفاءة التدريسية والبحثية، والنشاط التربوي المثالي والتواضع العلمي والذوق في التعامل الانساني، قدموا من جهودهم اجلها، ومن عمرهم وسني شبابهم اجملها.

ذابوا ليسقوا الناس من مهجاتهم          خير الشراب مشعشع الاكواب

وتحرقت منــهم لتـعلي شــــعلة           لبـــلادهم كتلا من الاعصـاب

فاستحقوا وبتميز ان يوصفوا (بالرواد )،لايمانهم المطلق بان لاقيمة للعمل الاكاديمي (تدريس، بحث عملي ، خدمة المجتمع ) من دون الاتقان والتصميم والاهتمام، وان العمل الاكاديمي نشاط انساني وان الجسر بين الخبرة وعدم الخبرة هو الجودة في الاداء والعلاقات، علماء طالما بذلوا جهدا وسهروا ليالي طوالا ليصلوا الى ما وصلوا اليه وغايتهم ان تعود الجامعات الى ما كانت عليه ايام كان يشار الى الجامعات العراقية بالبنان واكثر ان شاء الله، وتنشيط الجامعات لتعمل بفعالية اكثر في بيئتها وتشجيعها على التخصص والتنافس الابداعي، وتحقيق مفهوم الجامعة المنتجة فضلا عن عملها الاساسي التعليم العالي والبحث العلمي، وجعل التدريسي : مدرسا وباحثا ومدربا وخبيرا وممارسا ومربيا ..

أن هذا التعددفي وظائف التدريسي يجعل من الجامعة بيت خبرة اضافة للتدريس . فحريبأن نؤكد على سن القوانين والتشريعات والتعليمات التي تعطيالاستاذ الجامعي والكفاءات العلمية في الداخلكلما تستحقه من العناية والرعاية على المستويين المادي والاعتباري وأن تطبيق قانون الخدمة الجامعية على الرغم مما فيه من بعض الثغرات فهو خطوة طيبة في الطريق الصحيح آملين أن تتبعه خطوات .

إن هذا الاهتمام سيؤدي بلا ادنى شك الى تحديد أو منع هجرة العلماء العراقيين ويستقطب عددا من الكفاءات المهاجرة للعودة الى الوطن.

إن الجامعات العربية والاقليمية والعالمية الرصينة المعاصرة تتفنن في تقدير الاساتذة وتكريمهم وتعظيمهم وتوفيرهم وتعدهم العامل الاساس في تقدم شعوبها وحصانة مركزها ورصانته. حيث يبقى هذا الاسم مقرونا باسمه حتى بعد إحالته على التقاعد ويبقى له ارتباط جدي تواصلي بقسمه وهذا تقليد تعمل به الكثير من الجامعات الرصينة في العالم ، وفي انكلترا يمنح الاستاذ رتبة جامعية بارادة ملكية لخدماته الجامعية.

اننا نأمل من هذا الحشد الرائع لخيرة علماء البلد واختصاصييه أن يكون بمستوى الظرف الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر ، وبمستوى اهمية موضوعه ليستطيع وبأوراق بحثية إجرائية الخروج بنتائج وتوصيات عالية المستوى والمردود قابلة للتنفيذ والتطبيق فلا نحلق في سماء الخيال دون ان نقف على ارض الواقع الصلبة ، ولا نتهيب المستقبل فنقف على شاطئه ونترك غيرنا يغوض في اعماقه بحثاً عن اسرار التقدم.

نريد استحداث قسم رعاية الكفاءات العلمية في الخارج في مركز الوزارة ويوضع له توصيف وواجبات محددة تيسيرية يعنى بتجسير الاواصر مع الكفاءات العلمية في الداخل ، والعمل على إنشاء البيت الاكاديمي والثقافي العراقي أو (المركز الأكاديمي والثقافي العراقي) في كل دولة من الدول التي تحتضن عددا كبيرا وكفاءات علمية وأكاديمية من الكفاءات العراقية ، وأفكار علمية اخرى محددة وواضحة ممكنة التطبيق.

نتمنى لكم التوفيق وزيادة العطاء العلمي.

ومن الله تعالى السداد ونجاح المسعى.