كلمة دولة السيد رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاح مؤتمر الكفاءات و الخبرات العراقية في المهجر

بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتقدم بجزيل شكري وتقديري لمجلس النواب واللجنة المشرفة على تحضير  هذا المؤتمر الكريم وجزيل شكري وتقديري للسادة المسؤلين بالدولة الذين حضروا لهذا اللقاء الهام وشكري من الاعماق لكل اخوننا سررنا بحضورهم للعراق وعادوا من مهجرهم وغربتهم حاملين بين ضلوعهم حب العراق. واجد في هذه المناسبة مدى عمق التصميم والإرادة التي يحملها العراقيون من اجل إعادة عملية البناء في عراق التصميم والإرادة الذي تمثلت عند العراقيين ولم تقف عند جانب واحد وليست هي من عنصرين فقط إنما تعددت عناصرها التي يحتاجها البلد.

كانت ارادتنا صلبة في التصدي للإرهاب الأسود والتقت السواعد وسخرت العقول والامكانات والطاقات لإيقاف نزيف الدم والانحدار الذي أريد لهذا البلد من أولئك الذين يتحركون بعقول مظلمة وخلفيات لا تريد للعراق التقدم فكان ملحمة التصدي ورغم عمق الجراح كان الانتصار وكانت العزيمة التي لم يعتقد كل أولئك الذين كانوا يعتقدون انهم سينالوا من العراق وان النتائج ستكون هكذا وبهذا الوقت القياسي، هذه إرادة شعب عرف عبر التاريخ بانه شعب يتنازع المستحيل من اجل البقاء ومواجه التحدي، وهنا تبرز إرادة العراقيين الصلبة مرة اخرى في عملية البناء والاعمار ورغم اننا واجهنا اشرى ارهاب وتحدي كانت عقولنا وسواعد اخواننا في الداخل والخارج تتظافر جهودهم من اجل اعادة الأعمار.

 وحينما اعلن عام 2008 عام الاعمار ودارت عملية الاعمار دارت دورة حقيقية كان البعض يعتقد انها تقرب من المستحيل بسبب ضعف الإمكانات من جانب وسيطرة الارهاب من جانب اخر، ولكن توزع العراقيين منهم من يوفر الظروف والمناخات للشركات التي تساهم في الاعمار ومنهم من يوفر المقدمات اللازمة لتنفيذ المشاريع التي يحتاجها البلد الذي توقفت فيه عملية الاعمار منذ عشرات السنين, واجد تصميم وإرادة هنا، وانا مسرور بهذا وفرح بهذا المؤتمر الذي يعقده مجلس النواب من الكادر والكفاءات المهاجرة والذي اصبح خطا شغالا بيننا وبين اخواننا في الخارج وكل يوم يفيدون علينا بمشاريع وتوصيات كلها تتجه نحو عملية العودة وهذا دليل النجاح ودليل التعلق بالعراق والاخلاص له، وان الظروف التي صنعت الهجرة والابتعاد عن الوطن لابد ان نعمل على ازالتها ونعمل على عودة الذين هاجروا. هناك ظروف قاهرة وتحديات صعبة عشناها في زمن النظام الجاهل الذي لم يحترم العلم والعلماء والكفاءات بل لم يحترم البلد وبطبيعة الحال البلد الذي لايحمل اهله وكفاءاته وكادره تضطرهم الحاجة للابتعاد عن الاذى الى الهجرة اليوم نستطيع أن نخاطبكم وان نخاطب اخواننا من الكفاءات باننا قد انجزنا الكثير من ازالة الظروف سواء كان التي ورثناها من النظام الحاقد او الظروف التي اتسعيدت بعد سقوطه والارهاب الذي خربت اطنابه مختلف نواحي الحياة .

لقد هيئنا المناخ وهيئنا الفرصة لهذه العودة واقول لكم وبكل صراحة ان البلد لايمكن ان يبنى بدونكم واذا كنتم قد حضرتم اليوم مشكورين ونحن بحضوركم مسرورين فهذا يقتضي الحضور الاول فنحن بحاجة الى الحضور الاخر وحضوركم في مواقع العمل والمشاريع والجامعات والعلوم فقد ورثنا من النظام السابق خرابا في مختلف المجالات وانتم تمتلكون مفاتيح الحل بالنسبة لكثير من هذه المشاكل والمصاعب التي ورثنا ضعفا في جامعاتنا وقيادتها العلمية. وها نحن اليوم نقاتل ونتحرك بكل طاقة وقدرة للانفتاح على العالم لسد حالة الانغلاق والانكفاء على الذات فقد ورثنا ظروفا صعبة في النسيج الاجتماعي وقد تمكنا ولله الحمد على اعادة الحميمة بين العراقيين حتى تتظافر الجهود لبناء العراق الجديد وورثنا بنية تحتية محطمة وبسبب الحروب والمعارك التي خاضها النظام السابق قد توقف كل شيء في العراق وهذه لابد من ان تعالج واذا ماحصلت عملية علاج بالقدر الذي ترونه بتحريك هنا وتحريك هناك وليس هذا هو الهدف النهائي الذي نحمله في عقولنا وقلوبنا لابد للعراق   ان تكتمل عملية البناء الشامخ بكل معنى الكلمة   في كل نواحي الحياة الاقتصادية والعمرانية واذا كانت الظروف قد اوقفت عملية البناء والقدرة العراقية قادرة على اختزال الزمن واذا ما عاد الخارج والتحم مع الداخل في مجال الخبرة والكفاءة ونقل التكنولوجيا، واذا كانت الهجرة كما اشار السيد رئيس مجلس النواب من طرف واحد فلتكن هذه الهجرة من طرف واحد ولتعود الى العراق، لاننا لا نستطيع وأقول بصراحة ان نتصدى لكل اعباء المسؤولية في ظل غيابكم عنا وغياب القدرة والكفاءة التي تملكون التي تطورت بسبب انفتاحكم وهذا يسجل لكم، وحينما هاجرتم لم نستطع ان نتطور في مختلف المجالات حتى كانت خبرات علمية وكوادر هائلة ملئت جامعات العالم.

 ايضا الاخوة الكرام ان الافاق التي تفتح بوجوهنا لكبيرة واولها هو الامل الذي اشرق في نفوسنا وثانيها الثقة التي تولدت في النفس وفي الطاقة والقدرة والكفاءة وثالثها توفير المستلزمات الضرورية للنصوص في مختلف المجالات ورابعها مواجهة كل اسباب الضعف التي اريد لها ضرب اطنابها  كل نواحي الحياة. هذه المقدمات الضرورية هي التي يحتاجها كل شعب لا نريد ان نتحدث عن شعب لايتعاون ابناءه بالتقوى والاحسان لشعبهم وهذه الصفة موجودة بين العراقيين جميعا نحن على ثقة عالية بان الزمن والفارق الطويل بين حجم التخريب وتعطيل افاق المستقبل والبناء ستكون مختصرة بأذن الله.

 لذلك لا أطيل في كلامي قائلا لكم أيها الإخوة بان يتعلق بنا مسنون كل المستلزمات الضرورية في مختلف المجالات والوزارات ومرافق العمل لاستقبال وعودة الكوادر الى العراق لكي يسهم بشكل فاعل في عملية الاعمار والبناء لان البلد بحاجة اليكم وانتم من احتضن العراق بقلبه رغم الفترة الطويلة في المهجر ولم  يغب العراق عن بالنا يوم واحد، وانا مطمئن ايضا ان العراق لم يغب عن بالكم ولكن الذي اخر العودة هي الظروف القاهرة هي ظروف الارهاب وظروف القتل وظروف الغيمة السوداء التي مرت على البلد، وبانقشاعها قد زالت الأسباب وانفتحت الطرقات والعراق يستقبلكم ورحبنا بكم الى هذا المؤتمر فعودوا الى العراق وعودوا الى مرافقه ومؤسساته وجامعاته لتستقبلكم لتفرح بكم لتهنأكم على ما تملكون من قدرات وطاقات لتكون اساسا في عملية البناء والأعمار، وهذه سنة الحياة عن من يحمل السلاح وتصدى بنفسه لمواجهة التحديات او الخارجين عن القانون من القاعدة وبقايا النظام المقبور. ومنهم من يتجه بالقوة والكفاءة نحو الأعمار أو نحو إدامة العملية السياسية أو الإصلاح السياسي  وعملية استكمال مستلزمات البناء العراقي الحضاري عراق الذي نريده أن يكون فعلا امتدادا لتاريخ الذي عاشه العراق والذي عرف عنه وعرف به.

  أشكركم مرة أخرى على حضوركم وأبارك لكم هذا المؤتمر متمنيا ان تكون النتائج كما تحبون وكما نحب نحن وكما يحب العراقيون والسلام عليكم ورحمة الله .