كلمة ممثل وزارة التعليم العالي في اقليم كردستان خلال افتتاح مؤتمر الكفاءات و الخبرات العراقية في المهجر

بسم الله الرحمن الرحيم

وقاع التعليم العالي والبحث العلمي في اقليم كردستان

المؤتمر العالمي الاول للكفاءات العراقية في المهجر

السيد رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني المحترم

السيد رئيس الورزاء الاستاذ نوري المالكي المحترم

السيد ممثل فخامة رئيس الجمهورية المحترم

السيدات والسادة الضيوف الكرام

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 بداية, اود ان اتقدم بجزيل الشكر والتقديرللسادة رئيس واعضاء اللجنة التحضيرية لتنظيم هذا المؤتمر تحت عنوان (المؤتمر العالمي الاول للكفاءات العراقية في المهجر).

بعد الثمانينيات من القرن الماضي, تعرضت العملية التربوية والتعليمية في العراق الى التدهور والانحدار من حيث النوعية, نتيجة للسياسات الخاطئة للنظام السابق والرحوب المدمرة التي خاضها مع ايران واحتلال الكويت من ثم تاثير الحصار المفروض على العراق من قبل المجتمع الدولي من ثم بعد السقوط النظام في عام 2003 بسبب العمليات الارهابية والعنف الفظيع, حيث ارتكبت جرائم واعمال عنف وخطف بحق العقول العراقية من الاكاديميين الجامعيين والاطباء وكافة شرائح المجتمع من يحملون راية الحرية والديمقراطية واعادة بناء العراق الجديد...

اختلف الوضع في اقليم كردستان بعد انتفاضة عام 1991, حيث سحبت الحكومة المركزية ادارتها من مدن اقليم كرودستان وفرضت عليها حصارا جائرا,ولكن بادرت القيادات السياسية والشعب الكوردستاني الى تشكيل البرلمان وحكومة الاقليم في سنة 1992 عن طريق انتخابات حرة ولاول مرة في تاريخ كوردستان والعراق, ولكن الوضع كان معقدا وصعبا للغاية بسبب حجم التركة الثقيلة التي تركها النظام العراقي السابق من تخلف ودمار, حيث قام النظام في ثمانينيات بتدمير اكثر من 4000 اربعة الاف قرية واقتاد اكثر من 180000 شخص من الاطفال والنساء والشيوخ الى مقابر جماعية بعمليات عسكرية سميت بالانفال وهجر اباقون الى مجمعات قسرية, وسبب هذا كله الى البطالة والفقر والامية وتدمير البنية التحتية في كافة المجالات, الزراعية والصناعية وكذلك في مجالي التربية والتعليم حيث اصدر امارا رئاسيا في عام 1991 بمنع قبول الطلبة من خريجي ثانويات اقليم كرودستان في الجامعات العراقية, وحينذاك كانت هناك جامعة واحدة في الاقليم الا وهي جامعة صلاح الدين والتي كانت تضم فقط 34 قسما علميا وكانت غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من خريجي الثانويات بالاضافة الى عدم تمكنها من تلبية احتياجات المجتمع الكوردستاني بقطاعيها الخاص والحكومي, لذا تم اقرار فتح جامعتي السليمانية ودهوك في عام 1992 من قبل البرلمان الكوردستاني, وتم التوسع تدريجيا في فتح الاقسام العلمية الجديدة والكليات رغم قلة الامكانات المالية والبشرية, وبفضل سياسة الاقليم الهادفة الى تطوير المجتمع الموردستاني في كافة الجوانب .... (6) ستة جامعات حكومية و(20) عشرون معهدا تقنيا وثلاث كليات تقنية والتي تضم (382) قسما عليما, و(4000) تدريسي من حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه و(70000) طالبا وطالبة.

بالاضافة الى الجامعات الحكومية, قامت الوزراة بتشجيع فتح الجامعات الاهلية( مستفيدة من قانون الاستثمار في اقليم كرودستان ) بهدف توفير فرص التعليم العالي لاكبر عدد من المواطنين من جهة وسد احتياجات سوق العمل من جهة اخرى. لذا تم منح اجازة لسبعة جامعات اهلية خلال السنتين من عمر الوزراة وحسب شروط وضوابط خاصة وبمعايير علمية وعالمية. ومن هذه الجامعات الجامعة الامريكية, والجامعة اللبمانية – الفرنسية, وجامعة جيهان وجامعة اشيق التركية, وجامعة سابيس, وجامعة قرة  داغ (للتنمية البشرية) وفرع كلية دجلة الجامعة بالاضافة الى كلية دهوك الجامعة.

والجدير بالذكر ان اقليم كوردستان منطقة امنة ومستقرة من لاعرق بفضل جهود حكومة الاقليم الستمرة في هذا المجال وهذا مهم في اسقرار الحياة والتطور والتنمية وجلب الاستثمار.

بعد تشكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الكابينة الخامسة لحكومة اقليم كوردستان في عام 2006 ومن اجل وضع اسس منهجية وعلمية لادارة المؤسسات التعليمية في الاقليم وضعت الوزارة خطة استراتيجية للتعليم العالي والبحث العلمي ذات ثلاث مديات, قصيرة ومتوسطة وطويلة.

تتضمن هذه الاستراتيجية خططا عديدة تهدف الى تغير طرائق التدريس لتصبح تعليمية معاصرة وليست تعليمية تعتمد على التلقين, اي تغيير بؤرة الاهتمام من التدريس فقط الى التعلم, بما يحقق الارتقاء بالعلاقة بين الطالب والاستاذ في قاعة الدراسة. مع وضع اساليب حديثة لتقويم المؤسسات التعليمية لغرض رفع المستوى العلمي ومواكبة التطور مما يتطلب برامجا تطويرية لتاهيل الهيئات التدريسية في دورات مختلفة لبناء القدرات.

وتتلخص استراتيجية الوزراة في الاتي:

اولا: التطوير الاداري والمؤسساتي.

ثانيا: الاصلاح في نظام التعليم العالي من خلال تطوير المناهج الدراسية.

ثالثا: تحديث الجامعات وهيئات التعليم التقني.

رابعا: تطوير مراكز البحوث العلمية.

خامسا: شؤون الطلبة تتضمن هذه الخطة نظام القبول المركزي من خلال وضع خطة خاصة باحتياجات القطاع الخاص والحكومي ووضع اولويات لقبول طلبة الدراسات العليا.

سادسا: الاهتمام بشؤون التدريسيين وذلك من خلال اعادة النظر في ضوابط تعيين الهيئات التدريسية وتحسين الوضع المعيشي  لهم مع تقويم ادائهم ومراعاة تطوير بناء القدرات.

سابعا: تقويم بناء التعليم حسب المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والتي تتضمن الانماط التعليمية المختلفة من الجامعات الاهلية والجامعات المفتوحة وغيرها.

 

وهنا تجدر الاشارة باختصار, الى اهم ماتم انجازه خلال العامين المنصرمين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي:

1-      عقد المؤتمر العلمي الاول للتعليم العالي والبحث العلمي تحت شعار (نحو تعليم عال متطور) في كانون الاول من العام الماضي.

حضي هذا المؤتمر بمشاركة متخصصين من الاساتذة وروؤساء الجامعات والمعاهد العراقية, من الدول المتقدمة, كالولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة و هولندا والمانيا والنمسا وبولندا واستراليا وكندا ودول اخرى ، وكان من بينهم العديد من الاكاديميين العراقيين المغتربين ، هذا وبلغ عدد الحضور مايربو على (500) مشارك من 22 دولة .

وكانت حصيل اعمال المؤتمر مجموعةمن القرارات والتوصيات والتي اصبحت فيما بعد خارطة طريق لاستراتيجية وزارة التعليم العالي في اقليم كوردستان والعراق .

ولقد ركزت التوصية الثالثة فقرة (و) على دعوة الكفاءات العلمية والعراقية الموجودة في الخارج وتفعيل التعاون مع جامعات والمؤسسات العلمية التي يعمل بها الكفاءات العراقية في مختلف دول العالم وتحقيق الفائدة لزملائهم داخل العراق من خلال فرص التدريب والزمالات الدارسية والبعثات والتفرغ العلمي وبرامج التعاون الاخرى.

بينما ركزت التوصية الرابعة على معاناة الكفاءات العراقية داخل وخارج العراق الامر الذي يتطلب انجع الاجراءات لمعالجتها ودعى المؤتمر الحكومة العراقية لاتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة للمحافظة على الكفاءات العلمية العاملة في العراق وحمايتها من الاغتيال والخطف وما يتعرضون له عوائلهم من مخاطر .

ودعى المؤتمر المنظمات العالمية والجهات المسؤولة بموجب اتفاقية جنيف للايفاء بمسؤلياتها بتوفير ظروف العيش والعمل الامنة ورعاية اللاجئين  والمشردين العراقيين عموما، والاهتمام بذوي الكفاءات العالية لضمان مستقبل البلاد وتهيئة الظروف الامنة لعودتهم وكذلك ناشد المؤتمر المنظمات الانسانية لابداء المساعدات للمحافظة على الكفاءات العلمية.

وابداء الدعم اللازم للذين تركوا العراق منهم في مسعاهم للحصول على الماوى والعمل والعيش الامن.

لذا ياتي انعقاد هذا المؤتمر بمثابة خطوة اساسية من خطوات تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر العلمي العالمي الاول الذي انعقد في اربيل عام 2007 هذا والجدير بالذكر بان عدد العائدين من الاكاديميين المغتربين للعمل في اقليم كوردستان قد بلغ ثمانون منذ عام 2003 وفي مختلف التخصصات ويعملون الان كريسيين واداريين في مؤسسات التعليم العالي المختلفة.

2. اقرار قانون جديد للتعليم من قبل برلمان اقليم كوردستان على ضوء ماجاء في توصيات المؤتمر العلمي العالمي والبحث العلمي.

3. تم خلق علاقة بين مؤسسات التعليم العالي في الاقليم مع جامعات عالمية رصينة في كثير من بلدان العالم حيث تم التوقيع على اكثر من 70 مذكرة تفاهم مع هذه الجامعات في المجالات العلمية والاكاديمية والبحثية .

4. تم البدء بتنفيذ خطة البعثات والزمالات الدارسية منذ سنتين والتي تم وضعها من قبل الوزارة.

5. استحداث مكتب للتنسيق بين وزارتي التعليم العالي في بغداد واربيل.

6. اطلاق مشروع جديد للعام الدراسي 2008-2009 تحت شعار "لنحول عملية التدريس الى عملية التعليم"

هذا وهناك انجازات اخرى كثيرة لم نذكرها لضيق الوقت.

 

الحضور الكرام

بما ان الوضع الامني جيد في اقليم كردستان لذا فان المسالة الامنية ليست عائقا امام تطوير التعليم العالي ولكن هناك مشاكل ومعوقات اخرى تسبب عرقلة المسيرة العلمية منها:

1. قلة الموارد المادية .

2. نقص في الكوادر التدريسية وخاصة المدربة على طرق التدريس الحديثة.

3. قلة الاجهزة والمعدات المختبرية والمستلزمات التعليمية.

4. عدم وجود مكتبات الكترونية حديثة ومكتبات افتراضية.

5. الطاقة الاستيعابية للجامعات محدودة حيث لا تستطيع الجامعات قبول كافة طلبة الاقليم اضافة الى الطلبة الموفدين من خارج مناطق اقليم كوردستان بسبب الوضع الامني حيث تم استيعاب اكثر من 3000 طالب وطالبة من خارج الاقليم للعام الماضي.

6. لاجل الحفاظ على الكفاءات والعقول العراقية داخل البلاد بادرت الوزارة باستيعاب التدريسيين المعرضين للتهديد من قبل الارهابيين حيث تم احتضان حوالي 700 تدريسي من حملة الشهادات العليا.

7. لكي تواكب الجامعات التطور التكنولوجي السريع من الضروري تطعيم برامجها التقليدية ببرامج تعليم  عن بعد والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، لتحقيق هذا الهدف يجب البحث عن مصادر مالية اخرى خارج عن الميزانية المخصصة من قبل الحكومة ، وتدريب التدريسيين على تنفيذ هذا النظام من تبني نظام المكتبات الافتراضية .

8. لكي تلعب المؤسسات التعليمية دورها الفعال في المجتمع من الضروري بناء مراكز متطورة للتدريب المهني في المعاهد التقنية، لاعداد مؤهل للمشاركة ي عملية اعادة الاعمار وخاصة في مجال البناء والانشاءات والميكانيك والكهرباء ومجالات اخرى .

هذا ولغرض التغلب على هذه المعوقات والتحديات التي تواجه التعليم العالي والبحث العلمي نقترح وضع خطة واليات تضمن التواصل مع الكفاءات العراقية في المهجر للوصول الى اهدافنا المنشودة في اعادة اعمار وبناء اجيال تسهم في نهضة المجتمع وتسعى للمعرفة والابداع.

وقفنا الله واياكم وسدد خطانا في خدمة عراقنا الذي يستحق منا كل الوفاء والعطاء.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته