كلمة ا.د. فرحان باقر نيابة عن المغتربيين خلال مؤتمر الكفاءات و الخبرات العراقية في المهجر

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفخامة رئيس الجمهورية ونوابه المحترمون

السيد رئيس المجلس النيابي ونوابه المحترمون

فخامة السيد رئيس الوزراء المحترم

اصحاب المعالي الوزراءالمحترمون

والسادة رؤساء الجامعات المحترمون

السيدات والسادة الحضور

  سلام الله عليكم وبركاته

 شرفتني اللجنة العليا لهذا الاجتماع المرموق لالقي كلمة للمغتربين، انها لفتة كريمة من فضيلة الشيخ الجليل السيد خالد العطية بالمبادرة وفكرة الدعوة لهذا التجمع الكبير والذي لاقى الاستحسان والاسناد من قبل الدوائر الرئاسية.

انني احد هؤلاء المهجرين او المهاجرين وليس اولهم تركت هذا البلد الحبيب في سنة 1981 بما سميانذاك بمذبحة مدينة الطب ولي الشرف ان اكون على رأس تلك القائمة التي ضمت 48 استاذا واخصائيا في فروع الطب المختلفة، لم اكن اكبرهم سنا ولم تكن احرف الابجدية مفسرا ليكون اسمي في المقدمة، لا اريد ان اكيل الصفات لهؤلاء لاني واحد منهم ومن البديهي ان اكون منحازا وقد وفت الصحف الطبية الاجنبية بما سمي ( بمذبحة مدينة الطب ) ولكنه في الواقع ليس كبيرا لما للعراق من الالاف المؤلفة من الكفاءات المنتشرة في كل العالم ومن كلا الجنسين وفي مختلف فروع العلوم واطياف المعرفة واذا ما اقتصرت الالاف الى مئات فأسال المعذرة للجان القائمة على الدعوات لاسباب وجيهة ومنها عدم وجود خزاناو مخزن للمعلومات الاساسية للكفاءات ( DATA BASE ) انها لمبادرة نبيلة حقا تجلت بعدم نسيان قيادة البلد ومسؤوليها لابنائهم في المهجر وتجسم الاحساس بمسؤولية البناء وتعمير ما خربته العاديات.

 المهجرون العراقيين او المهاجرين ظاهرة فريدة بين الكثير من الاقوام وهي شديدة الايلام على ابناء الرافدين والذين لا يفارقهم الشعور بانهم تركوا خلفهم جزءا مهما منهم في العراق واهله جزءا من اهله وترابه وهوائه ومائة صفة لايوازيه احد من الشعوب الاخرى بها ودعوتهم هنا واجتماعهم فيه هو حقهم عليه وفي المقابل لبلدهم عليهم حقوق ولا ارى ظرفا او وقتا اخر يعكس حاجة العراق الى ابناءه وكفاءاتهم وقابلياتهم اكثر من هذا الظرف الذي نعيشه لاسداء ما اكتسبوا من خبرة ومعرفة لبناء بلدهم العزيز بعدما اصابه من نكسات ونكبات وما فيه وله من اندفاع وطموح من اعادة مجده وشموخه وان يبني الكيان الذي يستحقه بين الامم.

 لا اعتقد ان ابناءنا وزملاءي في الهجرسيبخلون بقابلياتهم على الوطن الام، ولمن لم يتمكن من الرجوع لسبب او لاخر الركون الى (( اضعف الايمان )) وهو بتخصيص اشهر او اسابيع لبناء ما تهدم او انشاء بناء، او شعبة جديدة لما لم يتوفر وجوده هنا او ما فات علينا تطويره خلال العقود العجاف او اثناء الدكتاتورية الفردية والتخلف والحروب والحصار وحرمان الشعب الصابر الكريم سبل التطور والارتقاء.

واني لارى في الماضي القريب بزوغ شعاع ونور جديد يبشر بكل خير وصلاح ومحاولة اللحاق بركب الامم الاخرى وارى في المسؤولين ونهم اندفاع صادق لاسناد التوجهات الخيرة وما هذه الدعوة وهذا الاجتماع الا مثلا لاحداها.

ورسالتي الى اولادي وزملائي الخريجين الرجاء ان يكونوا سفراء فعالين في المهجروذلك بتنظيم الجمعيات والندوات للكفاءات والطاقات والتواصل مع مع لجنة مركزية في البلد الام لاعطاء المشورة وتبادل الزيارات المتبادلة وان يسعى كل واحد بجمع المعلومات عن كل عراقي يمثل عقلا مبدعا وطاقة بناءة وتحفظ هذه المعلومات في مركز رئيسي، كدائرة الملحق الثقافي على سبيل المثال، او ما يوازيها في الوظيفة لتكون مرجعا موثقا لدعوات المستقبل والتي تستوجبان تكون على اسس رصينة.

واخيرا لايسعني الا ان اتقدم بالنيابة عنكم باسمى ايات الشكر والامتنان لهذه الدعوة الكريمة وللاستقبال الحار والضيافة الاصيلة وكلي ثقة ان يسدد المشاركون الجميل باحسن منه وان يكونوا عند حسن الظن للمشاركة ببناء ما خرب والارتقاء ببلاد الرفدين الى المصاف التي تستحقه سائلين المولى القدير ان ياخذ بيد المسؤولين وابناء شعبنا المعطاء بكل خير ونجاح.

 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته